مشاركة#6 » 13 يناير 2010 21:53
تحية طيبة وبعد:-
هل أبناء السريان بحاجة إلى وطن قومي وكيان سياسي؟
لا شك بأن كل ابن ديانة يحب أن يكون له وطنٌ به يمارس حريته الدينية دون حسيب ولا رقيب من حكومة أو من أي جهة معادية أو غير محبة، أو حتى لو لم تكن، لكنها تكون أفضل في وطنٍ حرّ.
لكن من لا يعمل لا يخطيء، لكن معيار النسبية في الخطأ هو المهم وهو المقياس، وقد يكون الخطأ فادحاً... فأي عمل خاطيء في هذا الشأن قد يدفع أبناء السريان إلى مآسي حقيقية هم بغنى عنها، وهنا أذكر بقول الأب أغناطيوس يعقوب الثالث: ((ان استمرار ووجود الكنيسة السريانية إلى يوم معجزة))...
بداية أحبّ أن أرجع إلى بعض تواريخ لطائفة نادت بوطن قومي وهي البهائية - أنا هنا أضرب المثل للأخذ بالاعتبارات السياسية وليس كمقارنة إذ أنه شتان ما بين البهائية وبين المسيحية - فعندما قامت الثورة البهائية في ايران، قتل منهم أكثر من 50 ألف بهائي، ولم ينقص تلك الطائفة كارثة مثل هذه بالنسبة لتلك الطائفة في ذاك الوقت، وشُتت الكثير من أبناء البهائيين، وإلى اللحظة هم مشتتين في بقاع الارض وخصوصاً في الهند وفي جزء من فلسطين وبعض المناطق الاخرى في العالم، وعلى الرغم من أنهم لم ينادوا بأي وطن قومي أو أي تدخل سياسي، فالكل يعلم أن البهائي يُحرم عليه العمل السياسي، وأنه فقط دعوي وديني.
إن مقياس العمل السياسي لدى الحكومات العربية لا يأخذ بالاعتبارات الاتجاهات الفكرية و الدينية وعمقها محمل الاعتبار طالما أنه يعتبرها تمس كيانه الوطني - سواء كان مستبداً أو ديمقراطياً - فالعمل السياسي باي اتجاه في سبيل اقامة كيان مستقل عن حكومة ما سيتخلله عقبات وخيمة وصعاب جمة، فالمسألة هي مسألة قوة في أغلبها والحكم بيد الاقوى، لكن هذا لا ينقص الحق لدى ابناء السريان بأن لهم الحق في وطن قومي، لكن مع من؟ ومتى؟ وكيف؟ كلها تساؤلات لا نجد عنها اجابة، لماذا؟ ببساطة لأن السريان هم أقلية بالنسبة للآخرين، والقوة ليست في صفهم، كما أن السريان نفسهم بينهم خلافات، وإن كان هناك بصيص أمل لاقامة كيان فالخلافات ستنقضه، وستطفيء هذا البصيص.
أخي كبرائيل، أنا اعتبر أن ممارسة الحرية الدينية كاملةً، مع الاعتراف بالسريانية ككيان يمكن أن يمثل في حكومة هو نصر للسريان، وليس إقامة كيان مستقل لأنه صعب جدا ويصل إلى درجة الاستحالة.